كشف خبيران مقدسيان اليوم الأحد، عن مخطط إسرائيلي متكامل لاقتطاع مساحة من المسجد الأقصى المبارك، وفصلها كاملًا عنه، لمصلحة المستوطنين الذين يقتحمونه ويؤدون في باحاته طقوسًا وصلوات تلمودية، وصولًا لأهدافهم التهويدية.
وقال الباحثان إن سلطات الاحتلال دأبت خلال العقود الماضية على تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا، قبل الانتقال لفترة الاقتطاع الكامل لمساحته.
وفي سؤالنا عن الفرق بين الاقتطاع والتقسيم، أوضح الباحث المقدسي فخري أبو دياب، أن التقسيم يأتي في سياق السيطرة المؤقتة على مكان ثم تركه بعد فترة وجيزة، خلافا للاقتطاع الذي يعني السيطرة التامة عليه وفصله بشكل كامل، وعدم السماح للمسلمين الوصول إليه.
وأشار "أبو دياب" إلى أن الاحتلال يركز على المنطقة الشرقية للمسجد الأقصى الواقعة في محيط باب الرحمة، لاقتطاعها، مبينًا أن يستخدمها لأداء الصلوات والطقوس التلمودية فيها، تمهيدًا للسيطرة عليها دون السماح للمسلمين الوصول إليها، عبر بناء جدار معين.
من جانبه أكد الباحث المقدسي جمال عمرو ما أورده "أبو دياب" مردفًا: "هناك مخططات سُلمت لوزير الأوقاف الأردني السابق، تكشف نية الاحتلال عن اقتطاع مساحة من المسجد الأقصى".
ويُبيّن "عمرو" أن هذه المنطقة تتركز في المساحة المحيطة ببابي الرحمة والتوبة، وتصل مساحتها 12 دونم تقريبا، وتتواجد فيها أتربة تم إخراجها من المسجد المرواني أثناء ترميمه.
ونوّه أن الاحتلال اعتاد على منع المسلمين من الوصول إلى تلك المنطقة، في الوقت الذي يسمح فيه لمستوطنيه باقتحامها وتأدية طقوسهم التلمودية.
كما تحدث "عمرو" عن منطقة أخرى بمساحة 12 دونم، يساوم الاحتلال على اقتطاعها سرًا وعلانية، وتقع شمال منطقة "قبة الصخرة" المشرفة، إذ يتواجد صفيح صخري يسمى بـ "قبة الأرواح"، مُسيطر عليها إسرائيليًا، إذ أقيم عليها مركزًا لشرطة الاحتلال، ويُجري فيها تفتيش واسع للزوار.
وتابع: "بات واضحًا الوصول لمرحلة متقدمة لبناء كنيس يهودي في هذه المنطقة، خاصة مع وجود مخططات هندسية جاهزة لتنفيذه".
أمّا الطريق الأخير في هذا الاقتطاع، يتمثل بتغيير مسار اقتحامات المستوطنين، للمنطقة من باب المغاربة إلى الجزء الجنوبي من مقبرة باب الرحمة التي تسيطر عليه شرطة الاحتلال، وتحدث فيه تجريفا واسعا بشكلٍ دائم.
وأورد الباحث المقدسي، أن هذه المساحة تتيح للمستوطنين الدخول للمكان من خارج أسوار القدس القديمة، بذريعة "تجنب الصدام مع المسلمين"، لكن حقيقته تكمن بالرغبة في السيطرة والاستحواذ على المكان.
ويتفق مع "أبو دياب" أن هذا فكرة الاقتطاع تختلف كليًا عن التقسيم، فالأول يقوم على فكرة التملك الكامل، أما الثاني، فيعتمد على التنسيق مع الأوقاف والإدارة.
وحذر الباحث "عمرو" في ختام حديثه، من أنّ هذا الاقتطاع يعني الإلغاء الفعلي لأي وصاية على المسجد الأقصى، منبهًا لخطورة بناء مجسمات تفصل أجزاء المسجد بعضها عن بعض، لتحقيق هذا الاقتطاع.
يُذكر أن شرطة الاحتلال قررت بشكل أحادي عام 2003، السماح لليهود المتطرفين، باقتحام المسجد الأقصى بحراستها، رغم احتجاجات الهيئات والمرجعيات الدينية التي تقول إن الاحتلال ينتهك الوضع القانوني والتاريخي القائم هناك.
وبعد أن كانت الاقتحامات تتم بشكل متباعد وعلى مدار أيام مختلفة، أصبحت تتم يوميًا (عدا الجمعة والسبت)، على شكل مجموعات، إذ وصل عدد المقتحمين العام الماضي إلى 34 ألف مستوطن، وسط توقعات أن يزداد العدد هذا العام.