نظم مركز فلسطين للدراسات والبحوث الأربعاء 22/ ديسمبر 2021 ندوة سياسية بعنوان "عقيدة الردع الإسرائيلي تجاه حزب الله “، حيث استضاف المركز الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ حسن لافي المختص بالشأن "الإسرائيلي"، وحضر اللقاء مجموعة من الكتاب والمفكرين والمحللين.
وفي بداية اللقاء، افتتح الدكتور رياض أبو راس مدير مركز فلسطين للدراسات والبحوث، اللقاء حيث رحب بالحضور وعرَّف باللقاء الذي يرتكز على دور حزب الله في مواجه الاحتلال الإسرائيلي.
وأنتقل الحديث إلى الأستاذ حسن لافي حيث أكد أن حزب الله ساهم في فهم تموضعه الاستراتيجي كجزء هام داخل محور المقاومة في إيجاد استراتيجية دفاعية عن لبنان أولاً، وعن قوة المقاومة اللبنانية ثانياً، لكن خصوصية هذه الاستراتيجية الدفاعية أنها تعتمد على الهجوم، تحت عنوان خير وسيلة للدفاع الهجوم"، كما تجلت إرهاصات ذلك في أكثر من محطة، آخرها معركة "سيف القدس".
صراع الحق
وأضاف لافي أن تغيرات أساسية طرأت خلال السنوات الماضية أثرت في طبيعة الصراع بين حزب الله و"إسرائيل"، أهمها أنهما باتا مدركين أنهما جزء من محورين متصارعين في المنطقة، فحزب الله يمثل رأس حربة محور المقاومة، و"إسرائيل" تعتبر نفسها ركيزة المحور الصهيوني الأميركي التطبيعي في المنطقة، وبالتالي حسابات الاشتباكات اختلفت لدى كلا الطرفين.
حزب الله والانشغال الداخلي
وأشار لافي إلى أن “إسرائيل"، بعد انتهاء حرب تموز/يوليو 2006، انتهجت استراتيجية الإشغال الداخلي مع حزب الله، والتي كان لحلفائها، وخصوصاً الأميركيين وأدواتهم في المنطقة، دورٌ في محاولة تفجير أزمات داخلية كبرى بين حزب الله والداخل اللبناني، سواء داخل الحكومة أو حتى محاولة إيقاع خلاف مع الجيش اللبناني، حتى وصل الأمر إلى ما عُرف بأحداث السابع من أيار/مايو 2008، الأمر الذي زاد في تعقيدات معادلة الاشتباك بين "إسرائيل" وحزب الله، الذي حاول تكريس أولوياته في تلك الفترة تجاه ترتيب البيت اللبناني الداخلي. لذلك، اختار الردَّ المدروس تجاه "إسرائيل"، من دون الذهاب إلى عمليات عسكرية مفتوحة عند الحدود، من شأنها أن تؤدي إلى حرب.
حزب الله في سوريا
وأوضح أن تفجير الأزمة السورية في عام 2011 يصبّ، في أحد أبعاده، في استمرار استراتيجية الإشغال الداخلي لحزب الله، بحيث كانت "إسرائيل" تراهن على أن من يدخل مستنقع القتال السوري لن يخرج منه، وسيتمّ إنهاكه ذاتياً. لذا، كانت تحاول، من خلال أدواتها في الإقليم، أن تُطِيل أمد الأزمة السورية مع محافظتها على خطوط حُمر تتعلق بمنع نقل أسلحة كاسرة للتوازن إلى حزب الله، مشيراً إلى أن المعضلة الإسرائيلية تجلّت في أن الأزمة السورية انتهت بعيداً عن توقّعاتها وتطلّعاتها التي خطّطت لها منذ البداية، وعاد حزب الله إلى لبنان أقوى من السابق، وأكثر التحاماً بالداخل والجيش اللبناني
ثقة حزب الله بنفسه
أكد لافي أن حزب الله يشعر بمزيد من الثقة بالنَّفْس على ضوء المتغيرات الجديدة. لذا، يحاول فرض معادلة اشتباك وردع جديدة في مواجهة "إسرائيل"، مفادها أن أيّ اعتداء على أفراد الحزب في سوريا سيستدعي رداً عسكرياً من جانب الحزب ضد "إسرائيل". وبالتالي، يصبح لحزب الله حصانة أيضاً في سوريا، وليس فقط في لبنان، كما هي الحال منذ عام 2006.
مضيفاً إلى ذلك استشعار بالخطر الاستراتيجي من مشروع تطوير حزب الله الصواريخَ الدقيقة، التي تُعتبر في نظرها كاسرةً للتفوق العسكري الإسرائيلي في مواجهته. لذا، باتت أمام خيارات معقَّدة: إمّا أن تذهب إلى ضربة عسكرية لا تعرف مآلاتها، ونتائجها صعبة وجبهتها الداخلية من المستحيل تحمّلها في مثل الأوضاع الحالية، وإمّا أن تفكر في العودة إلى سياسة الإشغال الداخلي.