نظم مركز فلسطين للدراسات والبحوث السبت 28/ أغسطس 2021 لقاءً سياسياً بعنوان "سيد قطب بين قراءتين "، حيث استضاف المركز خلال اللقاء الكاتب الدكتور / وليد القططي ، وقد حضر اللقاء مجموعة المحللين و الكتاب والمفكرين وشخصيات دينية.
وفي بداية اللقاء افتتح اللقاء الدكتور رياض أبو راس مدير مركز فلسطين للدراسات والبحوث، حيث رحب بالحضور وعرَّف بألقاء، ثم قدم عرضاً عن حياة الشهيد سيد قطب حيث ولد في قرية موشا وهي إحدى قرى محافظة أسيوط بها تلقى تعليمه الأولي وحفظ القرآن الكريم ثم التحق بمدرسة المعلمين الأولية عبد العزيز بالقاهرة ونال شهادتها والتحق بدار العلوم وتخرج عام 1352 هـ - 1933 م. عمل بوزارة المعارف بوظائف تربوية وإدارية، و انضم إلى حزب الوفد المصري لسنوات وتركه على أثر خلاف في عام 1361 هـ - 1942 م. وفي عام 1370 هـ - 1950 م وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، وخاض معهم نشاطهم السياسي الذي بدأ منذ عام 1954 م إلى عام 1966 م. وحوكم بتهمة التآمر على نظام الحكم وصدر الحكم بإعدامه وأعدم عام 1385 هـ - 1966 م.
الشقاقي وسيد قطب
بعد ذلك، انتقل الحديث للدكتور وليد القططي فاستهل مشاركته بالحديث عن رؤية الدكتور فتحي الشقاقي عن السيد قطب فكان أحد أقطاب مثلّث الفكر الإسلامي الحديث مع المفكرين مالك بن نبي وعلي شريعتي، وأحد أعمدة نظريته الثورية مع الإمامين حسن البنا وآية الله الخميني.
وأكد أن كتاب "المعالم" بالنسبة إلى الشقاقي كان دستوراً لبناء الذات الثورية في الطليعة المؤمنة المجاهدة، وأداة لتحقيق معادلة الإيمان والوعي والثورة في جيل التحرير والعودة، ومدخلاً لاكتشاف كلمة السر التي تجمع بين الإسلام وفلسطين والجهاد.
قطب المفكر
وأضاف القططي ان السيد قطب أنتج اهم الكتب في الفكر الإسلامي المعاصر وهم كتاب العدالة الاجتماعية في الإسلام وكتاب معالم في الطريق، ورغم تكوينه الثقافي فإن كتبه التي حوت أفكاره حول الإسلام، ومفاهيمه لاقت انتشارا واسعا بين أوساط "الشباب الإسلامي" في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ، وعلى الرغم مما عُرف به سيد باعتباره أديبا وناقدا وثورياً بامتياز فهو أحد المنتمين لحزب الوفد المصري وانتقل لأحزاب اخر لحين قام بالكفر بكل الاحزاب السياسية لأنه لا يقبل أنصاف الحلول.
القطبية الوهابية
وأكد القططي أن الربط بين القطبية (فكر سيد قطب) والوهابية (فكر محمد بن عبد الوهاب) له ما يبرره، لتشابه المفاهيم بينهما في: الحاكمية والجاهلية، والبراء والولاء، ودار الحرب ودار الإسلام، وتشابه النتائج التي أفرزت الجماعات الإسلامية المتطرفة في المدرستين: المصرية القطبية، والسعودية الوهابية. هذا التشابه أدى إلى تلاقح المدرستين في أفغانستان، فولد تنظيم "القاعدة" وفروعه، مثل "داعش" و"النصرة" وأخواتهما. وفيما عدا ذلك، ليس للربط بين القطبية والوهابية أي مبرر، فهما ليسا سواء.
وفي ختام اللقاء، ثمن المشاركون والمشاركات مبادرة المركز المتمثلة في عقد اللقاءات، مطالبين بعقد المزيد من هذه اللقاءات التي تتيح لهم البحث في مجال القضايا الإسلامية المعاصرة.