مركز فلسطين للدراسات
نظم مركز فلسطين للدراسات والبحوث اليوم الأربعاء، ندوة سياسية بعنوان" المقاومة الفلسطينية بين مراكمة القوة ومشاغلة العدو " بحضور لفيف من قيادات وكوادر حركة الجهاد الإسلامي وعدد من المثقفين والمفكرين والسياسيين.
واعتبر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي د. وليد القططي، أن الساحة الفلسطينية ولاّدة بالمصطلحات الجديدة، في إطار الصراع المتواصل مع الكيان الصهيوني، وفي سياق النقاش المستمر بين الحركات السياسية، ومن هذه المصطلحات الجديدة أو المتجددة مصطلحي: مُراكمة القوة، ومُشاغلة العدو.
وأكد القططي، أن مشاغلة العدو هو من أدبيات حركة الجهاد الاسلامي منذ عهد الدكتور رمضان شلح مروراً بالأمين العام زياد النخالة، للدلالة على استمرار اشغال العدو بالمقاومة وإبقاء جدوة الجهاد مشتعلة وايذاء العدو بهدف الوصول لمرحلة التحرير، من خلال استنزاف العدو ماديا ومعنويا وزعزعت امنه، وهو اليوم يعيش مازق أمنى ووجودي متواصل.
وبين القططي أنه لا يوجد تناقض بين مصطلحين المراكمة والمشاغلة وهما استراتيجيتان غير متضاربتين، فالمشاغلة لا تستنزف المراكمة وليست مخرب للمشروع الوطني الفلسطيني، معتبراً أن المشاغلة أهم وسيلة لتعزيز مراكم المقاومة .
وتسأل القيادي، ما الفائدة من وجود مقاومة قوية وشعب لا يجد قوت يومه، فالحاضنة الشعبية الصامدة هي من تدعم قوة المقاومة وتجعل الامة تلتف حول خيار المقاومة، معتبراً أن القوة لا تقتصر على القوة العسكرية فقط فالقوة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لها أهمية كبيرة جدا فنحن بحاجة لزرع بنية صلبة لصمود المواطن في أرضة.
واعتبر عضو المكتب السياسي ، أن حركة الجهاد بمؤسسها الأول هي من رسخت مفهوم البناء العسكري والمراكمة قبل جميع حركات التحرر، فالتوازن الاستراتيجي اثبت فشله في عدد من الدول العربية ونحن لا نريد أن نصل لهذه المرحلة، بالتالي يجب مشاغلة العدو بين الحين والأخر.
وأكد الدكتور، أن العدو لن يصبر لحين وصول قطاع غزة لخطر وجودي علية ولن يقبل بهدنة طويلة دون المطالبة بنزع سلاح المقاومة، فلا يوجد حركة تحرر انتظرت وصولها لتوازن القوي مع عدوها حتى تبدء معركتها، فالمقاومة فرضت قواعد تلزم العدو باحترام قوة المقاومة، وهو ما تم تثبيته من خلال المشاغلة وليس المراكمة ولذلك يجب توسع مفهوم المراكمة والمشاغلة.
وتأكيداً لذلك كتب الشهيد فتحي الشقاقي "الجهاد يجب أن يستمر بلا توقف لإضعاف العدو... نحن نرى في جهادنا دعوة لاستنهاض الأمة كي تنهض وتتوحد وتتوجه إلى بيت المقدس... ليس أمامنا من خيار سوى خيار وحيد ألا وهو حشد طاقات الشعب الفلسطيني، ورص الصفوف واستمرار الجهاد والمقاومة واستنهاض الامة العربية والاسلامية من حول قضيتها المركزية والمقدسة. عندما نقول ان الحل هو استمرار الجهاد ندرك ان تحرير فلسطين مسألة صعبة ولن تتم غداً أو بعد غد، هذه رحلة طويلة، لكننا من خلال قناعتنا بأن الأمة العربية والاسلامية قادرة على مواجهة الهجمة وتحقيق الانتصار فيما لو انتظمت مفردات القوة الموجودة بالفعل في سياق فعل جاد، في هذه الحالة ستكون الامة قادرة على تحقيق النصر.